آخر الأخبار

الفصائل تنتقل الى الهجوم..صاروخ “فاغوت” يقلب الموازين

نهر ميديا_ متابعات

تشهد جبهات حلب وادلب تحسناً في الأداء الدفاعي لفصائل المعارضة، وبدا أنها نجحت نسبياً في امتصاص الصدمة التي أحدثها التوغل السريع لقوات النظام والميليشيات الموالية له في منطقة معرة النعمان والخاصرة الرخوة في ضواحي حلب الجنوبية الغربية.
ويبدو أن التغيرات الطارئة على ميزان القوى في المعركة ترتبط بمجموعة عوامل وتكتيكات ميدانية اتبعتها المعارضة مؤخراً، وكان لها الدور البارز في إبطاء زحف المليشيات في محاور شمالي المعرة، واستنزافها في جبهات حلب، كما كان لها دور في الانتقال النوعي من الدفاع إلى الهجوم في بعض المحاور.
وتصدت المعارضة، السبت، لهجوم بري عنيف شنته قوات النظام والمليشيات نحو بلدتي لوف والشيخ ادريس شمالي المعرة، وتحاول “الفرقة 25 مهام خاصة”، مليشيا قوات النمر سابقاً، تكثيف هجماتها للالتفاف على منطقة تل مرديخ وتلها الأثري جنوبي سراقب بعد أن فشلت في السيطرة على المنطقة خلال محاولات التقدم المباشرة، ليل الجمعة/السبت، والتي زاد عددها عن ست محاولات.
الناشط محمود طلحة أكد ل”المدن”، أن تعثر مليشيات النظام في عمليات التقدم شمالاً، وفي موازاة طريق حلب-دمشق أجبرها على فتح محاور إشغال جانبية لتشتيت دفاعات خصومها والتي بدت أكثر تماسكاً. وبحسب طلحة، أثرت خسائر المليشيات خلال 12 ساعة بشكل كبير على معنويات عناصرها وأوقفت زحفها، في المقابل انعكست ايجاباً على معنويات مقاتلي المعارضة المنتشرين في خطوط التماس، ودفعتهم للمجازفة والتصدي للقوات المهاجمة.
وبحسب طلحة، ليست جبهات حلب أقل من جبهات ادلب من ناحية التحسن في الأداء الدفاعي لمقاتلي المعارضة، والذي بدا أكثر وضوحاً في محاور الصحفيين والراشدين الرابعة والبحوث العلمية والراشدين الشمالية. وأوضح أن المعارضة تمكنت من استعادة السيطرة على كتلة مباني الصحفيين، ودمرت 10 دبابات ومدرعات للقوات المهاجمة في جبهات حلب وادلب، وقتلت أكثر من 50 عنصراً، وكان للصواريخ المضادة دور كبير في إيقاع الخسائر في صفوف المليشيات.
واستخدمت المعارضة، الجمعة/السبت، الصواريخ المضادة للدروع من “فاغوت” بكثافة غير مسبوقة في جبهات حلب وإدلب، وكان لها الفضل في استنزاف قوات النظام والمليشيات، وتشتيت قوتها الهجومية في غالبية محاور القتال.
وأوضح الناشط محمد رشيد ل”المدن”، أن صاروخ “فاغوت” عطّل إلى حد كبير العمليات العسكرية الليلية للمليشيات، وهي تكتيكات اتبعتها المليشيات منذ بداية العمليات العسكرية في أيار/مايو 2019، والتي تعتمد على المعدات والتقنيات العسكرية الروسية مثل معدات الرؤية الحرارية والمدرعات الحديثة.
وقال إن “فاغوت” يتميز عن باقي الصواريخ المضادة في قدرته على إصابة الأهداف في المعارك الليلية لأنه مزود بنظام التوجيه بالأشعة تحت الحمراء، وهو سهل الحمل وخفيف الوزن مقارنة بالأنواع الأخرى من الصواريخ.
وأوضح رشيد أن توفر هذا النوع من الصواريخ يعزز دفاعات المعارضة ويعينها على استهداف مدرعات المليشيات وتدميرها ليلاً، وفي حال كانت كمياته وفيرة فإنه سيشكل نقلة نوعية في الميدان لصالح المعارضة.
حصول المعارضة على صواريخ مضادة للدروع للاستخدام في المعارك الليلية يتزامن مع التصعيد في التصريحات التركية حول إدلب، لكن المعارضة بحاجة لكميات كبيرة من هذا النوع، ومن ذخائر ثقيلة أخرى لكي تحدث تحولاً طويل الأمد لصالحها في جبهات القتال، وتنتقل من مرحلة امتصاص الصدمة إلى المبادرة والتحكم في سير العمليات.
استمرار الأداء الدفاعي الجيد للمعارضة، وانتقالها في مراحل لاحقة إلى الهجوم يتعلق بعوامل أخرى بينها التنسيق الفعال بين الفصائل. وقد عمدت مؤخراً إلى تشكيل غرفة عمليات جامعة لإدارة معارك منطقة سراقب وجنوبي إدلب، بعد أن ثبت فشل عمليات الدفاع التي كانت تجري خلال الأسابيع الماضية.
وبدا فشل المعارضة واضحاً في معارك معرة النعمان بسبب افتقادها للتنسيق وغرفة عمليات موحدة. آخر المعارك الفاشلة للمعارضة كانت في بلدة حيش جنوب غربي المعرة، والتي لم يدافع عنها سوى 13 مقاتلاً من الفصائل، ولم يكن لديهم أي سلاح ثقيل أو مضاد للدروع يمكنهم من التصدي للقوات المهاجمة.
فصائل “الجيش الوطني” التي قدمت من منطقتي “درع الفرات” و “غصن الزيتون” إلى جبهات ضواحي حلب ستشكل فارقاً مهماً في أداء المعارضة، كما مقاتلي “الزنكي” و”الفرقة التاسعة” و”الفيلق الأول” و”ثوار الشام” الذين يتميزون بالخبرة القتالية في جبهات حلب لأنهم من أبناء منطقة الضواحي، ويعرفون جيداً مواقع انتشار وتمركز مليشيات النظام، كما لديهم سجل حافل بالمعارك ضدها. وسيتيح اشتراكهم في غرفة عمليات حلب في خلق فائض نوعي في أعداد المقاتلين، وبالتالي إمكانية إرسال تعزيزات إلى جبهات إدلب المتعثرة.


بإمكانك البحث أيضاً عن،

قـ ـتيل ومصـ ـابون من قسد بهـ ـجوم شرقي دير الزور

نهر ميديا-دير الزور قتل عنصر من قسد وأصيب آخرون إثر استهداف حاجز بين بلدتي الشحيل …