نهر ميديا – تحقيقات
منذ أن دخلت إيران الساحة السورية عسكرياً، وجهت أنظارها إلى أقصى شرق البلاد، دير الزور، تلك المحافظة المهمشة منذ عهد الأسد الأب وإلى الآن.
ظلّت إيران تعدّ العدة، وتحضّر مليشياتها للظفر بدير الزور، فكان لها ذلك في الربع الأخير من عام 2017، عندما دخلت الضفة الجنوبية من محافظة دير الزور، أو ما بات يُطلق عليها لاحقاً مصطلح (غرب الفرات)، بمساعدة الروس وقوات الأسد، بعد حملة جوية من المقاتلات الروسية، أدّت لانسحاب مفاجئ وسلس لتنظيم داعش، ودخول قوات الأسد والمليشيات الإيرانية، بعد أكثر من 4 سنوات من خروجها عن حضيرة الأسد.
اهتمام إيران بدير الزور، والذي غاب عن حكومتيّ الأسدين الأب والابن لم يأتي من فراغ، فقد أثبتت لاحقاً أنّ أطماعها تتجاوز الموقع الجغرافي المتميز، والذي يعتبر صلة وصل بين بلاد الشام وبلاد الرافدين، إلى الأطماع الاقتصادية المتمثلة بالثروات الباطنية التي تمتلكها دير الزور، والأهمية السياسية التي جعلت من دير الزور بيضة القبان في الملف السوري، بعد تقاسمها من قبل اللاعبَين الدوليين الأساسيين الأمريكي والروسي.
مع دخول إيران دير الزور، جعلت من المدن الكبيرة في المحافظة أهمية قصوى لها، وخصوصاً مدينة البوكمال الحدودية، التي أولتها اهتماماً خاصاً منذ الأيام الأولى، عن طريق تواجد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني” في البوكمال، وبسط سيطرته عليها وكف يد النظام والروس عنها.
ومع تثبيت سيطرتها على البوكمال، وتأمين الحدود البرية مع العراق، بدأت إيران إنشاء المليشيات المحلية من أبناء المنطقة، واستقطاب العناصر والمليشيات الشيعية العربية والأجنبية، مستفيدة من الطريق البري الذي يربط سوريا والعراق عبر البوكمال.
تزايد المليشيات الإيرانية في دير الزور، وكثرة أسمائها، جعلتنا نعمل على إحصاء جميع المليشيات الإيرانية النشطة وغير النشطة في دير الزور، مع محاولة الإحاطة بهيكلية وتبعية كل مليشيا.
في هذا التحقيق، نستعرض المليشيات الإيرانية العاملة في دير الزور، الأجنبية القادمة من خارج الحدود، والمحلية التي شكلتها إيران عقب بسط سيطرتها على مناطق غرب الفرات من المحافظة، وأهمها:
مليشيا “الحرس الثوري الإيراني”:
هي مليشيا إيرانية تتبع بشكل رئيسي للحرس الثوري الإيراني، الذي تشكّل في إيران على أعقاب ثورة الخميني، وتعد نواة المليشيات المحلية التي شكلتها إيران في محافـظة دير الزور، حيث تتبع لها جميع المليشيات المحلية إدارياً وعسكرياً ومالياً.
يترأس المليشيا في مدينة دير الزور والمنطقة الشرقية، المدعو “الحاج مهدي” وهو قائد عسكري إيراني الجنسية، فيما يتولى قيادة المليشيا في مدينة الميادين وريفها المدعو “الحاج حسين” وفي البوكمال وماحولها المدعو “الحاج عسكر”.
يبلغ تعداد عناصر مليشيا الحرس الثوري الإيراني في دير الزور، التي نواتها المليشيات المحلية، حوالي 12000 عنصراً يتوزعون على عموم مناطق سيطرة قوات النظام من دير الزور، ويتركز ثقلها في مدينة الميادين شرق دير الزور، حيث ينتشر نحو 3000 عنصراً من “الحرس الثوري” في المدينة وباديتها وريفها.
تملك مليشيا “الحرس الثوري الإيراني” أكبر مقراتها في المنطقة الشرقية قرب مشفى الأسد جنوب مدينة ديرالزور، ويضم أكثر من 400 عنصراً جميعهم من السوريين (من مختلف المحافظات السورية)، ويشرف عليهم ضابطين سوريين.
ويعد هذا المقر أكبر موقع للإمداد البشري لمليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، ومنه تُرسل التعزيزات لمناطق مدن الرقة وتدمر وريفيّ ديرالزور الشرقي والغربي.
أما في مدينة الميادين، فتنتشر مقرات المليشيا في حي التمو وبعض المنازل في حي الصناعة، إضافة لمقرات عسكرية في منطقة المزارع جنوب مدينة الميادين، بينما تنتشر نقاط المليشيا في منطقة مزار “عين علي” شرق مدينة الميادين، وفي عمق البادية وتحديداً في منطقة “الخور”.
تختلف مهام عناصر مليشيا “الحرس الثوري الإيراني” حيث يقسمون لعناصر مشاة يشغلون النقاط المتواجدة في بادية دير الزور، وعناصر حرس مهتهم حراسة المقرات والمستودعات التابعة لمليشيا “الحرس الثوري”، وعناصر تنظيم (قرى وحفلات)، وعناصر استخبارات غير معروفين، وعناصر يتبعون للمركز الثقافي الإيراني.
تختلف الرواتب بين العناصر، فعناصر الجبهات والقتال لهم رواتب أعلى لدى المليشيا، حيث يبلغ راتب العنصر ما بين 85 – 125 ألف ليرة سورية، ويبلغ راتب عنصر حرس المقرات 65 ألف ليرة سورية، وعناصر الثقافة قرابة 75 ألف، وبعد التسوية التي قامت بها المليشيا مع قوات النظام أصبح عناصر المليشيا يتلقون راتبين من المليشيا ومن قوات نظام الأسد.
مليشيات محليّة:
1- مليشيا “حرس القرى”:
تتبع مليشيا “حرس القرى” لمليشيا “الحرس الثوري الإيراني” بقيادة “الحاج حسين”، ويقودها عسكرياً قائدان هما “الحاج سلمان” و”الحاج آباد” إيراني الجنسية.
يبلغ تعداد عناصر مليشيا “حرس القرى” نحو 1500 عنصراً في المنطقة الممتدة من بلدة البوليل وحتى مدينة صبيخان بريف دير الزور الشرقي، وغالبيتهم من العناصر المحليين (يحملون الجنسية السورية).
تنتشر نقاط مليشيا “حرس القرى” من بلدة البوليل وحتى مدينة صبيخان، ومهمتها الرئيسية هي التواجد على الشريط النهري في المنطقة المقابلة لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، على الضفة الأخرى من نهر الفرات، كما توكل لها مهمات حماية المواقع الدينية في مناطق ريف دير الزور الشرقي، فتتواجد لها عدة نقاط في موقع “عين علي” في بادية مدينة القورية شرق الميادين.
تتراوح رواتب عناصر مليشيا “حرس القرى” بين 65 – 100 ألف ل.س، حيث يحصل العناصر العاديين وعناصر تنظيم الحفلات على 65 ألف ل.س، أما عناصر الاختصاص فيبلغ راتبهم قرابة 100 ألف ل.س، وعناصر الاختصاص هم عناصر مختصين بمجال عسكري معيّن (مدفعية، رامي رشاش ثقيل)، أما عناصر المعلوماتية فيبلغ راتب العنصر منهم 75 ألف ل.س.
2- مليشيا “فوج أبو الفضل العباس”:
تتبع مليشيا “فوج أبو الفضل العباس” للجيش الشعبي التابع لقوات النظام، بطابع طائفي، وتتلقى أوامرها العسكرية والإدارية من منطقة السيدة زينب في دمشق، القائد العام للمليشيا هو “عدنان عباس السعود – أبو العباس” من مدينة الميادين، مهندس معلوماتية كان قد خرج من منطقة الميادين عقب خروجها عن سيطرة قوات النظام عام 2012 واستقر في دمشق، وعاد مع قوات النظام السوري، بعد عودتها للمنطقة أواخر عام 2017.
تعد مليشيا “أبو الفضل العباس” من أكبر الفصائل العسكرية الطائفية في المنطقة، إذ يبلغ تعداد عناصرها نحو 4000 عنصراً، منهم محليين (يحملون الجنسية السورية)، وآخرون أجانب من جنسيات أفغانية وإيرانية، يشرفون على مخازن أسلحة ومعتقلات في قلعة الرحبة الأثرية جنوب مدينة الميادين شرق دير الزور.
تنتشر مليشيا “فوج أبو الفضل العباس” في نقاط كثيرة، وذلك بسبب عدد عناصرها الكبير، فتنتشر نقاطها في محيط قلعة الرحبة الأثرية، وفي معالف مدينة الميادين بالقرب من مدفعية قوات النظام جنوب مدينة الميادين، وفي نقاط بالقرب من موقع “عين علي” في بادية مدينة القورية شرق دير الزور، وفي نقاط في عمق البادية في مقابر مدينة العشارة، ومنطقة العاكولة ونقاط حراسة على نهر الفرات، تحمل أسماء (بدر 11، نقطة بدر 12، نقطة بدر 13، نقطة بدر 14)، وكذلك في محطات الوقود (في محطة القمة بمنطقة محكان، ومحطة الذيب في منطقة الطيبة، ومحطة القلعة في حي البلعوم) في مدينة الميادين.
تتولى المليشيا مهام عدة فهي تمتلك نقاط رباط في البادية، وتوكل لها مهمة صد أي هجوم من تنظيم داعش يستهدف المنطقة، وتمتلك سلاح ثقيل ومستودعات ذخيرة، وصواريخ تتواجد في أنفاق داخل قلعة الرحبة الأثرية، كما تتولى المليشيا مهمة حماية مزار “عين علي” بشكل رئيسي، وتعتبر خط الدفاع الأول عن المزار.
تبلغ رواتب عناصر مليشيا “أبو الفضل العباس” 75 ألف ل.س، كما يتلقى العنصر الذي أقدم على التسوية لدى قوات النظام راتب من قوات النظام السوري، ويبلغ 28 ألف ل.س، للعنصر الذي لم ينهي الخدمة الإلزامية و86 ألف ل.س للعنصر الذي أنهى الخدمة الإلزامية لدى قوات النظام.
3- مليشيا “فوج السيدة زينب”:
تتبع مليشيا “فوج السيدة زينب” لمنطقة السيدة زينب في دمشق، حيث تتواجد قيادة المليشيا هناك، التي تتولى دعم المليشيا عسكرياً ومادياً، القائد العام لمليشيا “فوج السيدة زينب” يدعى “أبو زينب”، وينحدر من منطقة السيدة زينب في دمشق، أمّا القائد العسكري والعام في منطقة الميادين فهو “مؤيد الضويحي”، والذي صار يلقب لاحقاً بـ”الحاج جواد”، بعد حصوله على الجنسية الإيرانية، وينحدر من مدينة الميادين، ويساعده أخوه المدعو “عبد الصمد الضويحي” في إدارة شؤون المليشيا.
يبلغ عدد عناصر مليشيا “فوج السيدة زينب” قرابة 750 عنصراً، 600 من العناصر المحليين و150 عنصر من العناصر الأجانب، من جنسيات إيرانية وأفغانية وباكستانية، وغالبية عناصرها خضعوا لدورات دينية في منطقة السيدة زينب بدمشق، هدفها جعل العناصر أكثر تميزاً في المنطقة.
تنتشر مليشيا “فوج السيدة زينب” في نقاط قليلة نسبياً في المنطقة، ولها نقطة وحيدة على نهر الفرات في مدينة الميادين، ونقطة في محطة مياه بلدة محكان شرق مدينة الميادين، ويقع مقرها العام بجوار منزل قائدها “مؤيد الضويحي”، بالقرب من مستشفى الحماد الخاص في مدينة الميادين.
ليس هناك أي مهام موكلة لعناصر مليشيا “فوج السيدة زينب” سوى حراسة مقراتها في مدينة الميادين، وضمن المعبر السابق الذي كان في محطة مياه محكان شرق مدينة الميادين، ولها حاجزاً قبل جسر المشاة في بلدة محكان، ونقاط قرب موقع “عين علي”، تسمى “نقاط علي 12″، ولها وحدة تنسيق مع الجيش الشعبي التابع لقوات النظام.
يتلقى عناصر مليشيا “فوج السيدة زينب” رواتب كحال باقي التشكيلات العسكرية في المنطقة، حيث يتقاضى العنصر قرابة 65 ألف ل.س في الشهر، بينما يوجد عناصر يحظون بامتيازات من قبل قائد المليشيا، كأن تكون رواتبهم أعلى من العناصر العاديين، ويسمون “الأمنيين”، وهم حرس خاص لقائد المليشيا ويتقاضون شهرياً رواتب تصل لـ 125 ألف ل.س.
4- مليشيا فيلق أسود العشائر:
وهي مليشيا شكلها المدعو “نواف البشير” شيخ قبيلة البكارة، أواخر عام 2017، تتبع بشكل مباشر لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، وتتشارك المليشيا نقاط الرباط مع مليشيا باقر، في البادية قرب مدينتيّ الميادين والبوكمال، ويبلغ تعداد عناصر الميليشيتين ما يقارب 5000 مقاتل، من أهالي قرى وبلدات حطلة ومراط والطابية والحسينية الواقعة شمالي ديرالزور، وتعد بلدة مراط شمالي ديرالزور، نقطة تبديل نوبات رباط العناصر لديهم، ويتقاضى العناصر راتب يقدَّر بـ 125 ألف ل.س من القيادي في مليشيا الحرس الثوري الإيراني ” الحاج قحطان”، ومن أبرز القادة المحليين داخل المليشيا هم:
– عبد الله السطام
– كروم الزهدي
– خلف يونس السطام
– أبو علي الطابية
– فواز الرشيد
– أبو سياف مراط – نصر عواد السعدون
5- مليشيا “لواء الشيخ”:
تتبع مليشيا “لواء الشيخ” بشكل مباشر لقيادة مليشيا “الحرس الثوري الإيراني” في مدينة الميادين، أي “الحاج حسين” الذي تربطه علاقة جيدة مع قائد المليشيا “أكرم الشيخ” المعروف بـ “الشيخ”، ومليشيا “لواء الشيخ” مليشيا ذات طابع عشائري، وهي من المليشيات المشكّلة حديثاً، حيث تأسّست مطلع العام الحالي 2021، وكان الهدف من تأسيسها هو تشكيل قوة عشائرية في المنطقة بدعم إيراني، ويبلغ عدد عناصر مليشيا “لواء الشيخ” قرابة 150 عنصراً، وهم من أقارب قائد المليشيا.
لا يوجد أي نقاط لمليشيا “لواء الشيخ”، وإنما عمدت في الفترة الأخيرة للاستيلاء على بعض أملاك المدنيين المعارضين لنظام الأسد في منطقة الميادين، وبعض المحلات التجارية بغية استثمارها لصالح المليشيا، مهمة مليشيا “لواء الشيخ” في المنطقة استقطاب الشبّان بدعوى تشكيل قوة عشائرية، وتعد من أخطر المليشيات لمحاولاتها في جرّ عشائر المنطقة لعباءة إيران.
يتلقى عناصر مليشيا “لواء الشيخ” رواتب تشابه رواتب مليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، وتصل لـ 65 ألف ل.س، ولا يتقاضون رواتب من الجيش الشعبي؛ لأنهم لم يخضعوا لتسوية مع الجيش الشعبي حتى الآن.
6- مليشيا “اللواء 47”:
وهي مليشيا جميع عناصرها من أبناء المنطقة، وتحديداً من أبناء عشيرة المشاهدة، وتعتبر مليشيا “اللواء 47” المليشيا الأكثر نشاطاً في مدينة البوكمال، ويبلغ عدد عناصرها 150 عنصراً، وتتبع بشكل مباشر لمليشيا الحرس الثوري الإيراني.
تنتشر مقرات ونقاط وحواجز المليشيا داخل مدينة البوكمال، ولها نقاط حراسة في بادية البوكمال، ولها فرع عبارة عن مجموعة تطلق على نفسها اسم “قوات هاشميون”، وهم من أهالي عشيرة المشاهدة المتواجدة غربي مدينة البوكمال، بقيادة المدعو يوسف حمدان المشهداني، وفرع آخر يطلقون على أنفسهم اسم “التدخل السريع”.
وتوكل لهذان الفرعان مهمات خاصة في البادية، وتسيير دوريات ليلاً في شوارع مدينة البوكمال.
تتراوح رواتب مليشيا “اللواء 47” بين 75 ألف و250 ألف ليرة سورية، حسب الاختصاصات التي تحددها قيادة المليشيا.
7- مليشيا “لواء الحسين”:
يبلغ عدد عناصر المليشيا نحو 100 عنصراً، بقيادة المدعو “فايز الجضعان”، ومسؤول مستودعات وذخيرة يدعى “ميسم” إيراني الجنسية.
مهمة المليشيا الأساسية هي حرس مستودعات أسلحة وذخائر إيرانية، في بلدة عياش غرب دير الزور، ودفاع محلي. تبلغ رواتب عناصر حرس مستودعات عياش 65 ألف ل.س.
8- مليشيا “قمر بني هاشم”:
يبلغ عدد عناصرها ما يقارب 400 عنصراً، من العناصر المحليين من محافظات دير الزور وحمص وحماة، لديها ما يقارب 20 نقطة في بادية البوكمال الغربية، العناصر المحليين من ديرالزور، معظمهم من أبناء بلدة حطلة ومراط شمالي مدينة ديرالزور.
9- مليشيا “أسود العكيدات”:
وهي مليشيا أُنشأت حديثاً، يبلغ عدد عناصرها 200 عنصراً، غالبيتهم من عشيرة الشويط، بقيادة شخص يدعى “محمود الشويطي”، وتتبع لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”.
مقر المليشيا الرئيسي يتواجد في شارع الأربعين بمدينة الميادين، وتنشط في مدينة الميادين وباديتها الجنوبية شرق دير الزور.
يبلغ راتب عناصر المليشيا 80 ألف ل.س.
مليشيات عابرة للحدود:
1- مليشيا “فاطميون”:
تتبع مليشيا فاطميون لقيادة خارجية في إيران، ولديها تنسيق مباشر مع قيادة مليشيا الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، يبلغ عدد عناصر مليشيا “فاطميون” في المنطقة قرابة 600 عنصراً، جلّهم من الجنسيات الأجنبية (أبرزها الأفغانية)، حيث تضع المليشيا شروطاً صعبة للانتساب، على رأسها شرط أن يكون العنصر غير مطلوب لقوات النظام (سواء لخدمة إلزامية أو قضايا أخرى)، ومن عناصرها قرابة 10% سوريين، من الطائفة الشيعية.
تعد مليشيا “فاطميون” من المليشيات التي تحمل طابع طائفي ظاهر وواضح للعلن، وتعد من المليشيات التي تعمل بسرية تامة، وهي من أخطر المليشيات في المنطقة، ويقودها في منطقة الميادين المدعو “علي رضا” من الجنسية الإيرانية، وفي البوكمال “الحاج عسكر”.
تنتشر مليشيا “فاطميون” بعدّة نقاط في المربع الأمني، ومسبق الصنع في مدينة الميادين، ولها نقاط أيضاً في قلعة الرحبة، حيث يتواجد فيها معتقل سري تابع للمليشيا، كما أن للمليشيا نقاطاً كثيرة في بادية الميادين؛ لصد أي هجوم من عناصر تنظيم داعش على المنطقة، كما تنتشر في ريف مدينة البوكمال الغربي، وفي منطقة مستودعات عياش في ريف ديرالزور الغربي الواقع ضمن سيطرة نظام الأسد.
من المهام الأساسية للمليشيا في المنطقة، حماية الأماكن والمقدسات الدينية في منطقة الميادين، وحماية منازل زوّارها الإيرانيين والعراقيين القادمين لزيارتها، حيث ترافق المليشيا مواكب الزوّار، لحمايتهم وإطلاعهم على أبرز المعالم الدينية في المنطقة.
يتلقى عناصر مليشيا “فاطميون” رواتب مرتفعة، مقارنة بالمليشيات المتواجدة في دير الزور، حيث يتقاضى عناصر المليشيا رواتب تتراوح بين 200 و400 دولار أمريكي لكل عنصر شهرياً، ويصل راتب العنصر المحلي في مليشيا “فاطميون” لـ 200 دولار.
2- مليشيا “زينبيون”:
يبلغ عدد عناصر المليشيا 150 عنصراً، يترأسهم المدعو “الحاج عسكر” إيراني الجنسية، غالبية العناصر من الجنسية الباكستانية.
تنتشر نقاط ومقرات المليشيا في ريف مدينة البوكمال الغربي، في قرى وبلدات السكرية والسيّال والحرية.
مهمتها الأساسية حماية نقاط متقدمة في بادية الحمدان والغبرة، ولها نقاط حرس على ضفة نهر الفرات.
3- مليشيا “حزب الله اللبناني”:
تنتشر نقاط مليشيا “حزب الله اللبناني” في منطقة الحزام الأخضر جنوب مدينة البوكمال شرق دير الزور، وتتخذ من حي الجمعيات في المدينة مربعاً أمنياً لها.
كذلك لها انتشار وتواجد كبير في منطقة الشبلي ومزار الشيخ أنس الواقعة جنوب شرق مدينة الميادين، كذلك تملك المليشيا مقر خاص يحمل اسم “فرع المعلومات والتجسُّس”، لمراقبة كافة الاتصالات والرسائل التي تجري عن طريق شبكات الاتصال والانترنت السورية، وذلك في حي الصناعة داخل مدينة الميادين الواقعة بريف ديرالزور الشرقي.
يكتنف الغموض هذه المليشيا في دير الزور، فهي لا تتدخل ولا تحتك مع الأهالي، عناصرها من الجنسيتين اللبنانية والسورية.
4- مليشيا “فتح الله”:
هي مليشيا جديدة ظهرت في الأشهر الأخيرة في مدينة دير الزور، مكتوب على لباسهم “فتح الله”، عناصرها من الجنسيات الأجنبية غالبيتهم أفغان، وتتبع لـ “الحرس الثوري الإيراني”.
5- مليشيا “الأمن العُلْوي الإيراني”:
مليشيا “الأمن العُلْوي الإيراني”، وهي عبارة عن جهاز أمني، يعمل على حل الخلافات والنزاعات بين المليشيات التابعة لإيران، وتجنيد عملاء محليين بهدف جمع المعلومات، وقوامه من العناصر اللبنانية والعراقية، بقيادة إيرانية غير معروفة.
تتواجد نقاطها على المعبر النهري بين “حويجة صكر” وقرية “حطلة”، في مدينة دير الزور، وعددهم بحدود 15 عنصر، ومجموعة ثانية تتبع لـ “الأمن العُلْوي الإيراني”، تتواجد على معبر القائم الحدودي، ولها مقرات في قرية الهري، وفي حي الجمعيات بمدينة البوكمال، ويقودهم شخص اسمه “أبو حسن اللبناني”، وتنتشر حواجزها ليلاً بالقرب من جسر “السويعية”، بغرض التدقيق والتحقق من هويات المتواجدين في المنطقة.
مليشيا الحشد الشعبي العراقي:
تشكلت مليشيا “الحشد الشعبي” في العراق عام 2014، لفتوى من المرجع الديني “علي السيستاني”، ومع سيطرة قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية على الضفة الجنوبية من دير الزور عام 2017، تدخلت مليشيا الحشد بشكل مباشر في سوريا، عن طريق البوكمال في دير الزور.
تتراوح رواتب عناصر مليشيا “الحشد الشعبي” بين 600 و800 دولار أمريكي شهرياً للعنصر، كل حسب مهامه، تمويلهم يأتي عن طريق الإتاوات والجمركة وعمليات التهريب التي تتم على المعابر الحدودية.
تتلقى مليشيا “الحشد الشعبي” الأوامر من مليشيا “الحرس الثوري الإيراني” متمثلة بالقائد الإيراني المدعو “الحاج مرتضى”، وهو إيراني الجنسية يقوم بالإشراف على هذه المليشيات في منطقة البوكمال.
تضم مليشيا “الحشد الشعبي” عدّة فصائل ناشطة في دير الزور وهي:
1- مليشيا “حزب الله العراقي”:
يبلغ عدد عناصرها نحو 125 عنصراً، جميعهم من الجنسية العراقية، يقودهم “أبو صادق” عراقي الجنسية من بغداد، تنتشر نقاطها على طول الحدود السورية -العراقية في منطقة البوكمال، وللمليشيا معبر عسكري خاص، يديره عدد من قادة المليشيا مناصفة مع مليشيا “عصائب أهل الحق”، ويسمّى “معبر حسين العلي العسكري” في بلدة الهري الحدودية، ولا يوجد للمليشيا أي انتشار في مركز مدينة البوكمال وريفها الغربي، تنشط المليشيا بعمليات التهريب من أسلحة ومخدرات ومواشي، وفرض جمركة على الشاحنات التي تدخل وتخرج من العراق.
2- مليشيا “عصائب أهل الحق”:
تعداد عناصرها مايقارب 200 عنصراً من الجنسية العراقية، قائدها يكنّى بـ “أبو أحمد” ويلقب بـ “الذيب”، تنتشر نقاطها في ريف البوكمال الشرقي، وتتركز في بلدتيّ الهري والسويعيّة، وتنشط بعمليات التهريب خاصة المخدرات من سوريا إلى العراق، بتنسيق مع الفرقة الرابعة التابعة للنظام، وحديثاً أصبح لهم دور بإدارة المعبر العسكري مع حزب الله العراقي.
3– مليشيا “سيد الشهداء”:
يبلغ عدد عناصر المليشيا 160 عنصراً، جميعهم من الجنسية العراقية، المسؤول عنهم يدعى “حج شامل أبو أحمد” عراقي الجنسية، وتنتشر نقاط متقدمة للمليشيا في بادية الهري، وعلى الحدود العراقية، ولهم نقاط استطلاع من جهة نهر الفرات.
4– مليشيا “أمن الحشد”:
يبلغ عدد عناصرها نحو 50 عنصراً، يقودهم شخص يعتبر المسؤول الأمني للمليشيا يلقب بـ “المختار”، عراقي الجنسية، وهي جزء من مليشيا “سيد الشهداء”.
تعتبر مليشيا “أمن الحشد” من المليشيات المتنفذة في المنطقة، والمسؤول الأول عن أمن المنطقة والتدخل بمشاكل المنطقة، من إطلاق نار أو مشاكل عشائرية بتنسيق مع مليشيا “الأمن العلْوي الإيراني”.
5– مليشيا “حركة النجباء”:
يبلغ عدد عناصر المليشيا 50 عنصراً، يقودهم شخص يدعى “أبو حسن”، يتنقلون في البادية السورية – العراقية، ولها مقر على سرير نهر الفرات في مدينة البوكمال.
تنشط المليشيا بتهريب الأسلحة من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى مناطق سيطرة قوات النظام من دير الزور، بمساعدة مهربين من أبناء المنطقة ومن ثمّ تهربها إلى العراق.
6– مليشيا “الحيدريون”:
يبلغ عدد عناصرها 50 عنصراً، بقيادة المدعو “الحاج رزاق” عراقي الجنسية.
ينتشر عناصر المليشيا في ريف مدينة البوكمال الشرقي، مهمتهم الأساسية تغطية الأمور الإعلامية للمليشيات مثل الكتابة على الجدران، وتقديم بعض المساعدات لأهالي المنطقة.
7- مليشيا قوات 27 “محمد رسول الله”:
قوات 27 “محمد رسول الله” تتبع لمليشيا “الحشد الشعبي العراقي”، وتنتشر في ريف مدينة البوكمال الشرقي، المحاذي للحدود السورية العراقية، كما تنتشر نقاط المليشيا في كل من قريتيّ السويعية والهري الواقعة بريف مدينة البوكمال الشرقي، كذلك شوهدت مخطوطات جديدة خطتها المليشيا في الشوارع الرئيسية في كلاً القريتين.
وكانت قد شاركت مليشيا قوات 27 المليشيات الإيرانية في عملية السيطرة على مدينة البوكمال وريفها نهاية عام 2017.
أما بالنسبة لاسم “محمد رسول الله” فهو اسم العملية العسكرية التي أطلقتها قوات الحشد الشعبي العراقي، في شهر نيسان من عام 2017؛ لاستعادة السيطرة على مدن وبلدات عراقية من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
8- مليشيا الأبدال:
يبلغ عدد عناصر المليشيا ما يقارب 50 عنصراً، منتشرين في بلدة الهري على الحدود السورية – العراقية، ويعمل معظم عناصر المليشيا في تجارة وتهريب الممنوعات بين سوريا والعراق، ويقودها شخص يدعى “أبو ريتاج” وهو عراقي الجنسية، انتقلت مليشيا الأبدال نحو العاصمة السورية “دمشق” مطلع العام الجاري، وعادت نحو بلدة الهري في أيّار الماضي، وذلك لأسباب مجهولة.
خلاصة:
بالنظر إلى العدد الكبير للمليشيات المنضوية تحت جناح إيران في دير الزور الذي بلغ عددها 22 مليشيا، 9 منها مليشيات محلية، و13 أخرى عابرة للحدود، وبعد التمحيص، والاستقصاء، نجد أنّ غالبية المليشيات الإيرانية الناشطة في دير الزور، هي أدوات، أو فروع إذا صح القول، من جدول وحيد، هو “الحرس الثوري الإيراني”.
انتهج “الحرس الثوري الإيراني” في دير الزور، نهج إنشاء المليشيات الصغيرة والمتوسطة، بتنوع مهامهما واختصاصها، ووحدة آيديولوجيتها، القائمة على الأساس الطائفي الشيعي الذي يعد لبّ “الحرس الثوري الإيراني”.
من خلال هذه المليشيات، تمكّنت إيران من مزاحمة القوات الروسية في دير الزور، وفرض سطوتها ويدها على مساحات شاسعة من الضفة الجنوبية لدير الزور، والتي تخضع – اسمياً – لسيطرة قوات النظام، أمّا فعلياً، فهي تدار من قبل إيران بنسبة أكبر، تليها روسيا، وبصورة تنفيذية فقط قوات نظام الأسد.