نهر ميديا _ ديرالزور
ترزح مدينة الميادين “50كم” شرقي ديرالزور، تحت سلطة المليشيات الإيرانية مع وجود ثانوي لبعض مليشيات الأسد، وتقبع المدينة في فقر متفاقم، وسط ندرة المواد الأساسية المتعلقة بـ الحياة اليومية.
مراسل نهر ميديا رصد الوضع المعيشي والأمني لسكان مدينة الميادين
يعيش في مدينة الميادين قرابة 15% من عدد السكان الأصلي البالغ عددهم نحو 70 ألف نسمة، غالبيتهم من كبار السن والنساء، وبنسبة أقل فئة الشباب.
منذ سيطرة مليشيات إيران والنظام بدعم روسي على المدينة، وطرد تنظيم الدولة منها في الربع الأخير من عام 2017، والمدينة لم يتغير فيها شيء بعد تعرضها لنسبة دمار كبيرة جراء الحرب التي دارت فيها.
وتعاني المدينة من نقص كبير في توفير الخدمات الرئيسية، والمواد الغذائية، لاسيما الخبز والسكر والطحين والمحروقات، حيث وصل سعر كلغ الطحين “250 ل.س”، والسكر 900ل.س، ولتر المازوت والبنزين بحدود “450ل.س”، إن وجدت في السوق السوداء، وبأسعار تصل لأقل بنسبة 40% عبر البطاقة الذكية التي يدعمها النظام، ولكنها بكميات محدودة للفرد والعائلة.
وبسبب ندرة الحصول على فرصة عمل والانفلات الأمني في المدينة، تفشت ظاهرة السرقة ، لكل ما تطوله يد السارقين، وسجلت سرقات للمواشي، والدراجات النارية، والمنازل.
ومن الناحية الأمنية، تتسلط المليشيات المدعومة من إيران على مجمل مفاصل المدينة، وتحتل منازل، وتقيم حواجز، ويشاركها في ذلك القوات الروسية.
وتستغل المليشيات الإيرانية حاجة الشباب للعمل، وإبعادهم عن السوق للخدمة الإلزامية في جيش النظام، وتجندهم في صفوفها، وتركز في التجنيد على المراهقين، وغير المتعلمين.
ومن الناحية الاقتصادية، فإن الفرقة الرابعة، ومليشيات القاطرجي، ومليشيات إيران، يستحوذون على حركة الاقتصاد الوحيدة في تجارة وبيع النفط ومشتقاته، ومنعوا العمل في بيع المحروقات ” بسطات”، لتنحصر هذه التجارة بين المليشيات المسيطرة على المدينة، في ظل عدم وجود أي مشاريع جديدة أو استثمارات تؤمن فرص عمل لسكان المدينة.
وتخلوا المدينة من نشاط للمنظمات الإنسانية الغير حكومية، ويقتصر الوجود على منظمة الهلال الأحمر السوري، الذي وزع بعض المساعدات بعضها كانت مواد غذائية منتهية الصلاحية تسببت بعشرات حالات التسمم قبل عدة أسابيع.
وتشهد المدينة، بين الحين والآخر، اشتباكات بين المليشيات الموجودة في المدينة، كان آخرها قبل أسبوع، حيث قتل عنصران من مليشيا الحرس الثوري الإيراني برصاص عناصر من حاجز الفرقة الرابعة، عند دوار البلعوم غربي المدينة، بسبب خلافهم على صهريج نفط عثر عليه مدفون في محيط المدينة، كانت قد تركته داعش قبل خروجها من المنطقة.