نهر ميديا نهر ميديا
مقالات مشابهة
نهر ميديا – دير الزور
يعاني أهالي بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، من انتشار الجثث والمقابر الجماعية بين الأحياء السكنية، وما ينتج عنها من روائح كريهة وأمراض تنتقل عن طريق الهواء والحيوانات وحتى البشر.
الباغوز، آخر معاقل تنظيم داعش في دير الزور شرق الفرات، شهدت أعتى المعارك بين التحالف وقوات سوريا الديمقراطية من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، فخلفت تلك المعارك مئات القتلى بين مدنيين وعناصر التنظيم، فكانت أحياء البلدة مقابر للقتلى في ظل اندلاع المعارك.
بعد زوال التنظيم، وعودة الأهالي إلى بلدة الباغوز، وجدوا البلدة عبارة عن مجموعة من المقابر المنتشرة ضمن الأحياء وفي المنازل وفي محيط البلدة، واللافت في الأمر، أنّ بعض الجثث لم تكن مدفونة بشكل صحيح، بل كانت موجودة على سطح الأرض، ما أدى لخروج بعض الرفاة بفعل العوامل البيئية والحيوانات، الأمر الذي أدى لانتشار الروائح الكريهة، والأمراض، بسبب هذه المقابر.
يقول “أبو صالح” أحد أهالي بلدة الباغوز، وهو يقف بين مجموعة قبور قريبة من منزله:
“لا تعرف أين تقف، هنا قبر بجانبه قبر ويوجد قبور ممسوحة مع الأرض، وهذا قبر جماعيّ فيه أكثر من 10 جثث غير معروفة”.
بالإضافة للمقابر الجماعية والقبور الفردية المنتشرة بين أحياء بلدة الباغوز، يوجد عدد من الجثث المتحللة تحت أنقاص بعض المنازل المدمرة، لم يتمكن السكان من الوصول إليها بسبب الردم، الأمر الذي بعث بمخاوف لديهم من المزيد من الأمراض والروائح الكريهة.
يقول “أبو الحارث” وهو ممرض من البلدة:
“تنتشر الروائح الكريهة الصادرة عن القبور السطحية، وبعض المنازل المدمرة التي تحتوي على جثث تحت الأنقاض لم تتم إزالتها، وتحت بعض المنازل المدمرة يوجد قرابة 15 جثة تنبعث منها روائح كريهة وأمراض تهدد سلامة أهالي الباغوز”
ويضيف:
“الصيف الفائت كان الوضع في البلدة لا يطاق، بسبب تراكم الجُثث في البلدة، والآن نحن على أعتاب فصل الصيف، والوضع الصحي في الباغوز سيء، ويزيد سوءه انتشار الجثث وتحللها، وانعدام المرافق الصحية فيها، ما ينذر بكارثة صحية تهدد أهالي البلدة، خصوصاً أنه لايوجد أي طبيب في البلدة، وأقرب مشفى لها تبعد قرابة 80 كم ذهاباً وإياباً”.
تشكّل الجثث المتحللة في الباغوز، سواء التي في المقابر، أو التي تحت ركام المنازل المدمرة، تهديداً لحياة الأهالي هناك، وتحدياً لعوائل لاتزال خارج البلدة بسبب الوضع الصحي المتردي، وانتشار الجثث في البلدة، وسط مناشدات من بعض المعنيين وأبناء الباغوز لإيجاد حلول جذرية لمشكلة المقابر المنتشرة بين منازل أهالي الباغوز.
