نهر ميديا – دير الزور
يعمل أبناء دير الزور جاهدين، وفي شتى المجالات، على نفض سنوات الظلام والظلم التي حلّت على مجتمعهم، جراء توالي التنظيمات الإرهابية التي بعثرت أوراق الحياة في المحافظة الفراتية، وأثرت سلباً في المجتمع عن طريق تطبيق سياسة زرع الخوف والجهل وإعادته إلى الخلف لحقبة ربما تصل لعشرات السنين.
يسعى أبناء دير الزور، وخاصة في مناطق شرق الفرات، إلى دفع عجلة الحياة بتسارع كبير، لتعويض المنطقة ما فاتها خلال سنوات سيطرة التنظيمات من النصرة لداعش وغيرها، والحروب التي مرت عليها.
شُبان من بلدة غرانيج في منطقة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، أقاموا مشروعهم الخاص، ليبعثوا برسائل للمناطق المجاورة مفادها عودة الأمان وعبق الحياة إلى ريف دير الزور بعد الحقبة السوداء التي سيطرت عليها، المشروع هو عبارة عن مطعم وكافتيريا أقاموه على كتف نهر الفرات في بلدتهم، ليستقبلوا فيه الزبائن من شتى القرى والبلدات المحيطة، يقول “أسمر العميري” صاحب مطعم “درة الفرات”:
“يقدم المطعم المأكلوات بأنواعها بمافيها البحرية والنهرية، مع المشروبات الباردة والساخنة، إضافة لوجود عدد من الألعاب المحببة لفئة الشباب كطاولات البلياردو”
ويضيف:
“أردنا من افتتاح المطعم إيصال رسالة للجميع وهي منطقتنا استقرت وعاد إليها الأمن والأمان، ومطعمنا هو الأول من نوعه بعد طرد تنظيم داعش”.
المشروع، ورغم صغره، إلا أنّه يعد نقطة تحول لأبناء المنطقة، حيث سيكون المتنفس الأول لفئة الشباب بعد القيود التي فرضت عليهم.
يقول “حازم” وهو أحد رواد المطعم الجديد:
“فوجئت بالإقبال على المطعم بيومه الأول، وهو دليل على عودة الأمان إلى منطقننا”.
يدأب أبناء دير الزور في إحياء مرافق الحياة في مناطقهم وفق الإمكانات المتاحة، بعد تغييبها قسراً خلال الأعوام الماضية على يد داعش وأخواته.