نهر ميديا – الرقة
للشهر الثالث على التوالي، تواصل الورشات والآليات التابعة لقسد أعمال الحفر وحفر الأنفاق في أحياء متعددة من مركز مدينة الرقة، وسط مناشدات ومخاوف من السكان المحليين، ونداءات من ناشطين بضرورة إيقاف هذه الأعمال.
وقال مراسل نهر ميديا، إنّ أهالي أحياء “سيف الدولة، الحسون، وشارع المنصور”، يشتكون من أصوات الحفر المستمرة، خاصة في ساعات المساء، ما أثار الذعر بينهم، خوفاً من انهيار المنازل التي تعدّ من أقدم مناطق المدينة.
وبحسب شهادات من حي الحسون، أفاد المراسل أن السلطات الأمنية التابعة لقسد اعتقلت ثلاثة من العمال المشاركين في الحفريات قرب الجامع الكبير، وذلك بعد العثور على قطع أثرية وعملات قديمة. وقد تم توقيفهم ليومين خلال الأسبوع الماضي، قبل الإفراج عنهم بعد تقديم رواية تفيد بأن ما تم العثور عليه ليس من “الدفائن”.
وأكد أحد عمال الحفر لنهر ميديا أن الاعتقال جاء بعد العثور على أوانٍ فخارية قديمة وعملات أثرية، حيث تم احتجازهم بعد بلاغ تقدم به أحد العمال، ليُفرج عنهم لاحقاً بعد اعتبار المكتشفات مجرد قطع فخارية عادية. وأضاف أن جميع العمال طُردوا، ليتم استبدالهم بآخرين، وفتح نفق جديد في الموقع ذاته.
من جانبه، كتب الناشط محمد عثمان عبر صفحته الشخصية:
“أثناء عمليات الحفر التي تجريها ميليشيا قسد لإنشاء شبكة أنفاق تحت الأحياء السكنية في قلب المدينة، كشفت مصادر خاصة عن العثور على سرداب أثري مدفون، تحديداً قرب منزل عائلة “بيت الرملة” بجوار الجامع الكبير في حارة الحسون، أحد أقدم أحياء المدينة.”
ووفقاً للمعلومات، فقد احتوى السرداب على قطع أثرية نادرة، منها تحف قديمة وكمية من الذهب، نُقلت على الفور إلى جهة مجهولة وسط تكتم شديد، ما يثير تساؤلات حول مصير هذا الإرث التاريخي.
هذه الحادثة أثارت مخاوف متجددة بشأن الأهداف الحقيقية من عمليات الحفر، والتي قد تتجاوز الأغراض العسكرية إلى نهب تاريخ المدينة وكنوزها المدفونة.
وأضاف عثمان في منشور لاحق:
“في معظم أحياء الرقة، لا ينام الناس من أصوات الحفر… الحفر الذي يلتهم الأرض تحت أقدامهم.
أهالي حارة الحسون، شارع المنصور، حي الفردوس، وحي الرميلة، يستعدون للنزوح، لا بسبب قصف أو زلزال، بل نتيجة أنفاقٍ تحفرها ميليشيا قسد تحت منازلهم، تقترب يوماً بعد يوم من أساسات بيوتهم، تنخر الجدران، وتُرعب الأطفال، وتهدد بانهيار فوق رؤوس ساكنيها. نحن أمام كارثة وشيكة… كارثة لا مبرر لها سوى هوس الميليشيا بحفر الأنفاق وسط الأحياء السكنية.
من المسؤول؟ ومن يُحاسب؟
هل ننتظر موتاً جماعياً تحت الأنقاض ليتحرّك أحد؟
نناشد كل حر في سوريا، كل قلب ينبض، أن يُوصل صوت الرقة… قبل أن تُدفن هذه الأحياء فوق ساكنيها.”