نهر ميديا – دير الزور
تُعتبر الزراعة عصب الحياة في أرياف دير الزور، وعلى رأس المحاصيل التي تشتهر بها المحافظة يأتي القمح.
يعتمد فلاحو دير الزور بشكل كبير في حياتهم على محصول القمح، الذي يزرعونه في كل موسم، حتى أنهم يقرنون حياتهم في تفاصيلها، طيلة العام على “المحصول”.
في هذا العام، خيبت محاصيل القمح آمال الفلاحين في دير الزور، بسبب تراجع الناتج والجودة إلى حدّ كبير، عن السنوات السابقة، حيث أثرت عدة عوامل في هذا التدني، يقول أبو محمد وهو فلاح من دير الزور، حصد محصول القمح منذ أيام قليلة فقط “كان موسم القمح هذا العام سيء، العام الماضي كان أفضل، بنسبة 15%).
وأضاف “مصاريف الزراعة والسقاية والعلاج كانت هذا العام مرتفعة جداً، حيث ندفع 4000 ليرة سورية لزراعة الدونم الواحد، بينما وصل كيس السماد ل100 ألف ليرة سورية، وهو ما يجعل المصروف مرتفع قياساً بثمن القمح المنتج”.
وقال المهندس “خلف الحنشول” لنهر ميديا:
“ظروف قاهرة فُرضت على فلاحي دير الزور هذا العام، وعلى محصول القمح، فقلة الماء الناتجة عن انحسار مياه نهر الفرات، وقلة الأمطار هذا العام، أدت لعدم فطام القمح في الوقت المناسب، ما أدى لتراجع كبير في الانتاج”.
تنقسم محاصيل القمح في دير الزور إلى قسمين، بعلية ومروية، البعلية وهي حقول القمح التي تعتمد بشكل رئيسي على مياه الأمطار، والمروية وهي الحقول التي تتم سقايتها يدوياً عن طريق مياه نهر الفرات، إلى أنّ قلة الأمطار وانحسار مياه نهر الفرات هذا العام، أدت إلى تدهور المحاصيل بنوعيها، وبالتالي، إنذار بمشكلة كبيرة حلّت على رؤوس الفلاحين وستؤثر على كامل مفاصل الحياة في أرياف دير الزور.
وسط هذا الناتج المتدني، والخسائر الكبيرة لفلاحي دير الزور، يجد الفلاحون أنفسهم لوحدهم في مواجهة الظروف القاسية التي خلّفتها هذه الخسائر، في ظل عدم الاهتمام بالقطاع الزراعي والفلاحين من قبل المسؤولين في المنطقة.