نهرميديا-ديرالزور
بعد مرور نحو عامين على انتهاء معارك الباغوز بريف دير الزور الشرقي، التي دارت بين تنظيم داعش من جهة، وبين قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، لا تزال آثار ومخلفات تلك المعارك تخطف أرواح أهالي البلدة المدنيين.
تنتشر مخلفات الحرب من رؤوس صواريخ وقنابل غير منفجرة وعبوات ناسفة وألغام، بشكل كبير، في كل أنحاء البلدة، حتى أنها حصدت منذ عودة سكان البلدة إلى ديارهم وحتى الآن، أكثر من 37 روحاً، قُتلوا بفعلها بحوادث مختلفة، وخلّفت إعاقة جسدية لأكثر من 40 شخصاً.
يقول “مرعي الحسن” أحد ضحايا مخلفات الحرب من أهالي الباغوز، ومن الناجين من الموت نتيجة انفجار جسم غريب من مخلفات الحرب”كنت محظوظاً ببقائي على قيد الحياة، بعد انفجر بي جسم غريب لا أعرف ما هو”
ويتابع حديثه:”تم إسعافي إلى مستوصف البلدة، واعتنى بي من كان موجود هناك، لكنّ المستوصف لم يكن به أطباء”
ويضيف “يجب أن توجد حروب لهذه الأجسام المميتة، فهي خطر يتهدد الجميع هنا، لم نعد نستطيع المشي بأمان، كما أننا نريد العودة لزراعة أراضينا التي تمتلىء بهذه البقايا المخيفة”.
“محمد طعمة” متطوّع في فريق “بكرة أحلى” لإزالة مخلفات الحرب، يقول لنهر ميديا: “بعد أن انتهينا من إحصاء الألغام ومخلفات الحي في المناطق السكنية، اتجهنا نحو الأراضي الزراعية، حيث تنتشر بشكل كبير”
ويتابع حديثه: “تعّد مخلفات الحرب خطراً محدقاً بأهالي البلدة، وخصوصاً تلك المنتشرة في الأراضي الزراعية، كون الفلاحين مقدمين على حراثة الأرض، ما يشكل تهديداً مباشراً على حياتهم”.
ويختتم كلامه بقوله: “نناشد المنظمات الإنسانية والإدارة الذاتية والفرق المختصة، بضرورة الإسراع بالمساعدة ومدّ يد العون لإزالة هذه المخلفات الخطرة”.
انتشار مخلفات الحرب بين المنازل السكنية، وفي الأراضي الزراعية، شكّل عائقاً أمام السكان المتواجدين في الباغوز، وعقبةً أمام النازحين الذين يرغبون بالعودة إلى منازلهم، ويقوض عمليات الاستقرار والتنمية في البلدة، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.