نهر ميديا – دير الزور
زار القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي” أمس “الأربعاء”، ريف دير الزور الشرقي، والتقى بعدد من وجهاء المنطقة، في قاعدة التحالف الدولي بحقل العمر النفطي شرقي دير الزور 65 كم.
وحصلت “نهر ميديا” على أهم ما نوقش في الاجتماع، الذي استمر لأكثر من 3 ساعات متواصلة، انقسمت إلى رسائل داخلية وأخرى خارجية.
فقد بدأ “عبدي” حديثه عن استراتيجية جديدة لمحاربة داعش – دون الإفصاح عنها – واعداً الأهالي بالحد من عمليات التنظيم، وبسط قسد السيطرة الكاملة على المنطقة “كما في الرقة ومنبج”. مطالباً الوجهاء بالتعاون مع قسد والتحالف في محاربة التنظيم.
وانتقل “عبدي” في حديثه إلى علاقة قسد والإدارة الذاتية مع نظام الأسد، مصرحاً “أن النظام هو العدو القديم، الذي ما زال يمكر لقسد وحاضنتها”. وفي إجابة على سؤال أحد الحضور حول مشروع المصالحة في الضفة الأخرى من نهر الفرات، رد “عبدي” إنهم يرفضون المصالحة، قائلاً “مشروع مصالحة النظام هو التفاف على طموح الشعب في الاستقلالية والعيش بديمقراطية”، مشيراً أنهم لا يعترفون بالنظام ولا يتفاوضون معه إلا بشرط أساسي “الاعتراف بالإدارة الذاتية وقسد”، وإن حصلت مفاوضات مع النظام ستكون الإدارة الذاتية متحدثة بلسان أهالي شمال وشرق سوريا.
وفي ذات السياق أفصح “عبدي” عن مقترح قدمه النظام لقسد، بوقتٍ سابق، يمنح فيه نظام الأسد قسد الاستقلالية بإدارة المناطق الكردية، شرط انسحابها من المناطق العربية وتسليمها للنظام، وكان الرفض سيّد الموقف آنذاك، وذلك “التزاماً بالتضحيات المشتركة، والدماء التي اختلطت في كل شبر من شمال وشرق سوريا”. مؤكداً أنه لا يوجد قنوات اتصال مع نظام الأسد “حالياً”، على الرغم من السعي المستمر من بعض الدول (على حد تعبيره).
وفيما يخص العملية العسكرية التركية التي كانت ستنطلق ضد قسد شمال سوريا، أجاب “عبدي” أن تركيا غير قادرة على الخوض في معركة خارج حدودها في ظل وضع اقتصادي متردي تعيشه الدولة، وسط رفض داخلي ودولي للمعركة، وأنهم “قسد” كانوا ينتظرون بداية المعركة؛ ليستعيدوا مناطق خسروها (تل أبيض ورأس العين).
أما على الصعيد المدني والإداري فقد وعد “عبدي” الحضور بعدّة أمور إيجابية، وقسمها إلى شقّين، أولها حل المشاكل، كأزمة المحروقات والخبز (شحها وارتفاع أسعارها)، وقلة فرص العمل، وسوء الواقع الخدمي والصحي والتعليمي، فقد قال إنهم سيكافحون التهريب إلى مناطق النظام، وذكر إنهم كانوا بعام 2018 يحرقون ثلث النفط الخام وتحويله لمازوت، وثلثين تباع ويستفاد من ثمنها بتطوير البنية التحتية، وفي 2020 يحرق ثلثي النفط لمازوت، ووعد بأنه سيشرف شخصياً على إدارة وبيع المحروقات ومكافحة تهريبها، حتى تعود كما كانت قبل العام 2019.
ولفت إلى أنهم شكلوا لجنة خاصة للرقابة ومكافحة الفساد في “إقليم دير الزور”.
وفي الشق الثاني “البناء والإعمار”، قال إنهم يعملون على أن يعتمد كل إقليم على وارداته (اكتفاء ذاتي)، وذكر أنه التقى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط “بريت ماكغورك”، وبحث معه استثناء شمال وشرق سوريا من عقوبات قانون قيصر (ولم يوضح “عبدي” إن كان قد أخذ وعود في ذلك).
وختم عبدي اللقاء بالحديث عن العقد الاجتماعي مبلغاً الحضور، بأنه سيرسل مسودة الدستور لجميع مناطق الإدارة الذاتية لأخذ آرائهم، قبل إرسالها للمجلس العام.
وتعد هذه الزيارة الثانية لمظلوم عبدي إلى دير الزور، منذ سيطرت قسد على منطقة الجزيرة فيها، بعد زيارته الماضية في السادس عشر من آب/أغسطس 2020.