نهر ميديا – دير الزور
أصبحت مكبات النفايات ملاذاً ومصدراً للقمة العيش لعددٍ من العائلات المسحوقة في دير الزور، بعد أن طحنتها الحرب ورمتها دون خط الفقر.
نهر ميديا عبر مراسليها رصدت هذه الظاهرة التي باتت تشكل حيزاً من مجتمع دير الزور، والتقت عدداً من الأشخاص العاملين في هذه المهنة.
أحد العاملين في نبش مكبات النفايات يدعى “ابراهيم”، لم يتجاوز العاشرة من عمره، لكن القدر وضعه في مرتبة المعيل لأسرته، يقول “ابراهيم”:
“أقراني من الأطفال باتوا يبتعدون عني ويرموني بعبارات من قبيل أنك قذر ومتسخ دوماً وعملك معيب، وأنا أعرف هذا لكني مجبر على هذا العمل، إذ أني آتي كل صباح إلى مكان تجمع النفايات لأحفر بالأرض بحثاً عن خردة ومعادن لأبيعها وأقدم ثمنها لعائلتي الفقيرة”
ويضيف:
“أنا أحب المدرسة جداً، لكن لا يمكنني أن أذهب لها، فعائلتي بحاجة عملي ولايمكن الجمع بين المدرسة والعمل”.
أما “أم ابراهيم” فتعلق على عملها مع ابنها في جمع الخردة والمعادن والبلاستيك من مكبات النفايات وتقول:
“نأتي أنا وابني وابنتي منذ بزوغ الفجر، من مكان بعيد، إلى مكبات النفايات، لنبدأ عملنا بالتنقيب عن ما تجود به الأرض لنبيعه ونقتات بثمنه”
وتضيف:
“كلام الناس يؤلمني، إذ أنهم باتوا يطلقون ألسنتهم علي وعلى أسرتي أننا نعمل عملاً غير لائق ولا يجوز ذلك، ولكن ماالعمل، كيف أعيش أنا وأولادي، لا سبيل لنا للعيش سوى ما نستخرجه ونبيعه من النفايات”
وتختم قولها “لا أحب هذا العمل، ويسبب لنا أمراض وخاصة الجلدية كالحكة الدائمة، ولكنني مجبرة”
أم ابراهيم وأولادها، عائلة من عدد من العوائل الذين باتوا يمتهنون العمل بالتفايات، باستخدام أدوات الزراعة، المنجل، الفأس والمغرف، وغيرها، بعد أن حاصرهم الفقر، وجارت عليهم الأيام، وأخذت منهم كل الخيارات الممكنة للعيش عدا العمل في النفايات والتنقيب عن المعادن والبلاستيك والخردة.