نهر ميديا-دير الزور
يعاني آلاف الأشخاص من أبناء دير الزور، من حالة باتت تؤرقهم إلى حد كبير، وهي فقدان أوراقهم الشخصية الثبوتية، بفعل الحرب وما خلفته من تدمير للمنازل ورحلات النزوح واللجوء المتكررة.
في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية من دير الزور، تبدو معاناة فاقدي الأوراق الثبوتية أكبر، لعدم وجود سبيل للحصول على بدائل، مع عدم قدرتهم الوصول إلى دوائر نظام الأسد لاستخراج بدل ضائع عنها.
يقول الشاب “خليل العثمان” أحد فاقدي الأوراق الثبوتية من ريف دير الزور الشرقي:
“نعاني من فقدان الأوراق الثبوتية، التي أفقدتنا حرية التحرك، وحرمتنا من الحصول على الكثير من المساعدات الإنسانية”
ويضيف:
“شهادة التعريف التي منحنا إياها المجلس المدني بدير الزور، غير معترف بها، وحتى الدوائر الأخرى في مناطق الإدارة الذاتية لا تقبلها، نريد حلاً جذرياً من الجهات المسؤولة لهذه المشكلة”
لايحض فاقدو الأوراق الثبوتية في دير الزور، إلا بورقة تسمى “شهادة تعريف” لا تسمن ولا تغني من جوع، إذ لا تعترف بها دوائر الإدارة الذاتية الأخرى، ولا تقبلها حتى منظمات المجتمع المدني غير الحكومية، ولا تخوّل صاحبها حتى إمكانية الحصول على تأجيل الخدمة الإلزامية المفروضة من قوات سوريا الديمقراطية.
يقول “سنجار الفريح” أحد أبناء ريف دير الزور الشرقي:
“أضعنا كافة أوراقنا الثبوتية، ولجأنا للمجالس المحلية للحصول على بدائل، أعطونا ورقة تدعى (شهادة تعريف) لم يعترف بها أحد، حتى عندما نسافر إلى مناطق الإدارة الذاتية في الحسكة والرقة، ترفضها حواجز قسد ونمنع من دخول المناطق”.
عزوف من فقدوا أوراقهم الثبوتية من الذهاب إلى دوائر نظام الأسد خوفاً من الاعتقال، وعدم فعالية “شهادة التعريف” الممنوحة من المجلس المدني بدير الزور، دفع شريحة منهم للجوء إلى المزورين لاستخراج بطاقة شخصية أو دفتر عائلة، لتسيير أمورهم المتعطلة بفعل فقدانهم لأوراقهم الشخصية.