نهر ميديا-دير الزور
تزايدت في الآونة الأخيرة هجمات تنظيم داعش على دوريات عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية، أسفرت عن قتل وجرح العديد من عناصر الميليشيات.
ظهرت الهجمات على أنها من ضمن الهجمات الاعتيادية التي ينفذها التنظيم ضد قوات النظام والميليشيات الموالية لها، لكن ما حقيقة تلك الهجمات؟ وما هدف داعش من تنفيذها؟
مصادر ميدانية أشارت إلى أن هجمات داعش تنقطع لفترات طويلة، يمتنع التنظيم خلالها عن مهاجمة دوريات الميليشيات، ثم تعود فجأة وتنشط وتتحول إلى هجمات كثيرة بفترات زمنية متقاربة.
وقالت المصادر ذاتها إنّ هناك اتفاقاً سرياً عبر وسطاء بين داعش والميليشيات الإيرانية، يمتنع التنظيم بموجبه عن مهاجمة دوريات الميليشيات الإيرانية ويسمح لها بتمرير شحنات المخدرات إلى تدمر وحمص وريف دمشق، مقابل الحصول على مبالغ مالية كبيرة.
وعند تخلف الميليشيات عن دفع تلك الإتاوات التي يفرضها داعش، يلجأ التنظيم إلى الضغط عليها عبر مهاجمة دورياتها وسياراتها، وقتل وجرح العناصر، ويجبر تلك الميليشيات على الرضوخ له ودفع ما يترتب عليها من إتاوات.
وتنقل الميليشيات الإيرانية المخدرات من العراق بعد وصولها من إيران، بعضها تصل جاهزة للتسويق، فيما يصل بعضها الآخر على شكل مواد أولية يتم تصنيعها في دير الزور، ثم يتم نقلها من هناك إلى تدمر ودرعا والقلمون، لتهرّب بعد ذلك إلى لبنان أو الأردن، أو يتم بيعها في الأسواق المحلية.
وتجمع الميليشيات الإيرانية مبالغ هائلة، تقدر بمليارات الدولارات، من تجارة المخدرات، وباتت مصدر الدخل الرئيسي لها.
وتنفذ قوات النظام والميليشيات الإيرانية بعض الحملات الصورية ضد داعش، وتهاجم بعض مواقعه، لتظهر على أنها تحارب الإرهاب، لكن تلك الحملات هدفها الضغط على داعش لتجبره على تخفيض مبالغ الإتاوات، أي أنها تستخدم ضده أسلوبه ذاته، فهو يهاجمها ليجبرها على دفع الإتاوات عند تخلفها عنه، وهو يهاجمها لتخفيض مبالغ الإتاوات!