نهر ميديا-الرقة
بعد دخول العام السابع منذ تولي قسد سلطة الأمر الواقع في مناطق شمال شرق سوريا، بدأت المكاتب والهيئات التابعة لما يسمى الإدارة الذاتية باتخاذ نهج جديد لإحداث تغييرات تناط بالمجتمع العشائري والمسميات القديمة خاصة في مدينة الرقة، والطبقة وريفهما.
الخطوة الأولى كانت بإنشاء ما يسمى “أكاديميات الفكر الحر” وهي مراكز مغلقة استقطبت الفئة الشابة من الجنسين في مايسمى “الشبيبة الثورية”، وأبرزها كان “أكاديمية الحكومية” بريف الرقة الشمالي، والتي كان لها الباع الطويل في صناعة إعلاميين وصحفيين موالين لفكر حزب العمال الكردستاني في مايسمى “مرافعات القائد أوجالان”، ليصار لاحقاً إلى اعتمادهم بفرص عمل في المواقع الصحفية والإعلامية المحلية والدولية من خريجي تلك الأكاديميات.
وبحسب ما أفاد مراسل نهر ميديا، فقد كانت الخطوة التالية هي صناعة مراكز ثقافية وأدبية وفنية، تم من خلالها تعويم ثقافة وأدبيات وأغان تمجد حزب العمال الكردستاني، وصهر الثقافة والذائقة الشعبية للرقة عبر تلك الأعمال والمراكز وإطلاق فيديو كليب يسيء ويدس السم بالعسل، مثل فيديو كليب “مندل” الذي نشر مؤخراً والذي أظهر لباس الراقصات والمشاركين بعيداً عن المناخ القبلي العشائري الفراتي للرقة، وتوظيف وتشجيع فكر “الخطيفة” في فكرة الفيديو كليب، وهو ما أثار حفيظة وغضب الشارع بالرقة.
وبحسب ما رصدت شبكة نهر ميديا فقد استحداث ماتسمى الإدارة الذاتية مسميات جديدة أيضا طالت شوارع وأحياء تعود لقرن من الزمن بالرقة، مثل حي الثكنة الذي تحول اسمه لـ “أغيد الرقاوي”، وشارع “هيلين جودي” بديلا لمنطقة الأماسي والمجمع الحكومي سابقاً، وآخرها تسمية جسر “هارون الرشيد” الذي تم تدميره 2016 من قبل التحالف الدولي ضد داعش، وغيرت قسد مسماه إلى “جسر أخوة الشعوب”.
سياسة الإدارة الذاتية ومن خلفها حزب العمال الكردستاني في تغيير أسماء أحياء وشوارع ومرافق عامة في الرقة، ومحاولاتها إجراء تغييرات إدارية بفصل الطبقة إدارياً عن الرقة وتحويل ناحية عين عيسى لإدارة عين العرب كوباني، أثارت حفيظة أهالي الرقة خاصة وناشطين وسياسين وحقوقين سوريين على وجه العموم، وسط مناشدات وتعالي أصوات لإيقاف هذه الإجراءات.