آخر الأخبار

هل بدأ داعـ.ـش استهداف الإدارة السورية الجديدة في شرق سوريا؟

نهر ميديا-دير الزور

شارك تنظيم داعش إصداره المرئي الأول بعد سقوط نظام الأسد، الجمعة الفائتة 24 كانون الثاني/يناير، عبر معرفاته على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أبرزها تطبيق تلغرام.

وكعادته، لا ينفك تنظيم داعـ.ـش عن التدخل بالمناخ السوري، ومحاولة تعكيره خاصة إذا تعلق الأمر بالثورة والثوار، الذين يصنفهم التنظيم ضمن ألد الخصوم لديه، مطلقاً عليهم كثير الصفات من قبيل (المرتدين) (الصحوات) وغيرها.
وفي إصداره المرئي الأخير، والذي جاء بعد زوال نظام الأسد وانسحاب الميليشيات المدعومة من إيران باتجاه العراق، وتسلّم زمام الأمور في سوريا من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل العسكرية التي تحالفت معها تحت مسمى إدارة العمليات العسكرية تحت قيادة “أحمد الشرع” أو “أبو محمد الجولاني” سابقاً، أرسل التنظيم رسائل تهديد مباشرة للإدارة الجديدة فحواها القتال الوشيك من قبله متذرعاً بعدة مسائل ركبها على معاييره ومقاييسه سنأتي على ذكرها تباعا.

الإصدار، وعلى غير عادات ولغة التنظيم، جاء مباشراً في تناول موضوع شكل الحكم بعد سقوط الأسد، متجاهلاً كما جرت العادة الأفلام الهوليودية لصولات وجولات مقاتليه، داخلاً إلى السياق بمهاجمة الرئيس التركي معتبراً إياه البيدق الأكبر ومن تحته البيدق الأصغر “الشرع” بيد التحالف الدولي في الأحداث السورية الأخيرة.

ومع مرور دقائق الإصدار، يؤكد تنظيم داعش على تكفير أبناء الثورة السورية عن طريق وصفهم بالصحوات أصحاب البنادق المأجورة، ويشكك بالنصر الذي حققوه على الأسد، معتبراً عبر جمله البيانية الرنانة بالخطابات الجهادية الرثة أنّ ثوار سوريا عصابات من الصحوات المأتمرة بإملاءات دول معادية.

ثم بعد مرور 7 دقائق من الفيلم الداعشي، يبدأ التنظيم بإرسال رسائله التكفيرية لكل من يطالب بدولة مدنية في سوريا، معتبراً أنّ القيادة السورية الحالية بقيادة “أحمد الشرع” قيادة مرتدة تمشي وراء العلمانية ومدنية الدولة، وأنّ كل من يحذو حذوها هو مرتد كافر ستتم محاسبته في قادم الأيام.

وهدد بمحاربة الإدارة السورية الجديدة في حال تطبيقها مواثيق وقوانين الأمم المتحدة، واعتبر من يدعو لدولة مدنية في سوريا هو شريك وعميل لليهود والصليبيين وطاغية جديد”، متسائلاً عن “سبب الخروج على نظام بشار الأسد إن كانت الثورة ستفضي إلى نظام حكم دستوري”.

وهاجم “داعـ.ـش” الثورة السورية، ووصفها بأنها “ثورة جاهلية” لأنها تسعى لترسيخ مفهوم الدولة المدنية عبر جملة أوردها في إصداره جاء فيها “ثورة تحرر من نظام قمعي يستأثر بالسلطة بغية الوصول إلى نظام آخر ديمقراطي يتقاسم السلطة”.

خطوة عملية للتنظيم نحو محاربة القيادة الجديدة

لم يستغرق تنظيم داعش وقتاً طويلاً بعد إصداره الهجومي على القيادة السورية الجديدة، حتى بدأ بخطوة عملية لمحاولة استمالة التيارات المتشددة داخل هيئة تحرير الشام التي تعد العمود الفقري للإدارة الجديدة، وتوجيهه دعوات أطلقها عبر رسائل إلكترونية للعناصر المحليين والأجانب للالتحقاق بصفوفه وهجر الإدارة “الكافرة” التي بدأت تلتف بثوب “المدنية”، وجاء في محتوى تلك الرسائل الدعوى للانضمام إلى صفوف “الدولة الإسلامية” للالتزام بالمنهج الصحيح والعقيدة السليمة التي تقوم على التوحيد الخالص والعمل لنصرة دين الله، وفق الكتاب والسنة والتأكيد على السرية التامة لمن يود الالتحاق به، وتناول من خلال رسائله مآثر “الدولة الإسلامية” واصطفائها على غيرها من التنظيمات أو الهيئات المسلّحة، تاركاً ما أسماه “بوت الاشتراك” في أسفل الرسائل.

*الخطوة العملية الثانية للتنظيم في محاربة الإدارة الجديدة يرجح أنها قد بدأت!.

يرجح أن الخطوة العملية الثانية في محاربة الإدارة الجديدة انطلقت من دير الزور، وتحديداً من ريفها الشرقي، وكانت بعد يومين تحديداً من نشر الإصدار المرئي الأخير، وتمثلت هذه الخطوة بهجمات مسلّحة متفرقة على مقرات للأمن العام التابع لإدارة العسكرية، أولها وقع في بلدة البوليل بريف دير الزور الشرقي، بعد مسلحون مجهولون، يعتقد أنهم من خلايا داعـ.ـش على مقر الأمن بواسطة قنابل يدوية وقذائف RPG انتهت بعد عدة دقائق بإصابة عنصرين من الأمن العام، وثانيها وقع بالتزامن مع هجوم البوليل على موقع للأمن العام في مدينة الميادين مشابه للهجوم الأول.

هذه الهجمات قد سبقها هجوماً من قبل خلايا داعـ.ـش، في الثامن من شهر كانون الأول من عام 2024، استهدف رتلاً للواء الزبير بن العوام التابع لهيئة تحرير الشام أثناء توجهه من محافظة ادلب نحو محافظة دير الزور، وذلك قرب بادية خناصر بريف حماة، ما أدى لسقوط ثلاثة عناصر بين قتيلٍ وجريح.

إنّ إصدار تنظيم داعش الأخير، ومحاولة شق صفوف هيئة تحرير الشام عن طريق تأليب التيارات المتشددة على القسم الآخر من الهيئة وقائدها “الشرع”، بالإضافة لهجماته المسلحة على مقرات الأمن العام في دير الزور، لا يدع مجال للشك أنّ التنظيم ماضٍ في كونه مؤسسة أمنية تحت غطاء التنظيم الجهادي، ترتهن بأوامر وجهات خارجية لضرب الاستقرار والسلم الأهلي في سوريا، ومحاولة إضفاء الشرعية لبعض الميليشيات العسكرية التي كان سبب تشكيلها هو وجود التنظيم.

بإمكانك البحث أيضاً عن،

خروج محطة مياه تغذي 14 قرية في الريف الرقة عن الخدمة بسبب القصف

نهر ميديا-الرقة تعرضت محطة مياه “الهيشة” بريف الرقة الشمالي، مساء أمس السبت، لقصف مدفعي من …