نهر ميديا-دير الزور
لا تزال بوابة ميليشيا الحشد الشعبي والسواتر القريبة منها في ريف البوكمال تشهد عمليات تهريب بين سوريا والعراق، حسب ما رصدت شبكة نهر ميديا.
وقال مراسلنا إنّ البوابة تشهد بشكل شبه يومي عمليات تهريب سلاح من سوريا والعراق، عن طريق عناصر وقادات كانوا سابقا مع الميليشيات الإيرانية، ويعرفون مواقع المستودعات.
وأضاف أنّ هذه الأسلحة التي يتم تهريبها إلى العراق، كانت ضمن مستودعات ومقرات سرية في البوكمال وريفها، تعود للميليشيات الإيرانية، وبعد انسحاب قوات النظام والميليشيات الإيرانية المفاجئ والسريع من دير الزور، تم تأمينها من قبل بعض العناصر والقادة، ليتم نقلها عن طريق التهريب في هذه الأيام إلى العراق بعد تنسيق مع قادات في ميليشيا الحشد وبالتحديد ميليشيا حزب الله العراقي وعلى رأسهم المدعو “أبو راما”.
وأشار مراسلنا أنّ مواداً أخرى كالتبغ “الدخان” والأرز يتم إدخالها من العراق إلى البوكمال، كما يتم تهريب الأغنام باتجاه العراق عن طريق بوابة الحشد، بإدارة وتتسيق أبناء “حسين العلي” أحد أشهر المتعاونين مع الميليشيات الإيرانية في بلدة الهري بريف البوكمال، مستغلين الموقع المميز لأراضيهم التي تمتد حتى الحدود العراقية، ولديهم آليات ثقيلة “تركس” عندما يأخدون أوامر من ميليشيا الحشد بإدخال الشاحنات يزيلون الساتر الترابي الحدودي ويدخلون الشاحنات ومن ثم يعيدون إغلاق الساتر.
وأكد أنّ جميع عمليات التهريب هذه تتم هي بعلم إدارة العمليات العسكرية، والتي بدأت بأخد إتاوات على الشاحنات التي تدخل، حيث يتم فرض 5 دولار على كل رأس غنم على سبيل المثال.
وقال أحد التجار الذين ينشطون في المنطقة لنهر ميديا إن إدارة العمليات العسكرية أعطتهم الضوء الأخضر لإدخال كل شيء يقدم إفادة للبلد، من مواد غذائية وإسمنت وغيرها حتى الدخان وحذرتهم من تهريب المخدرات والأسلحة.
الجدير ذكره أنّ عمل البوابة التي تشرف على إدارتها في تلك المرحلة ميليشيا الحشد الشعبي، قبل سقوط النظام، كان لإدخال شحنات الأسلحة والعناصر العسكرين إلى سوريا، والمخدرات إلى العراق، وكانت ميليشيا الحشد تتحكم بالرسوم وتدخل بنفسها شحنات الدخان والأسلحة والمحروقات إلى دمشق وحمص ويحصلون على مرابح كبيرة، أما حاليا فتعتمد الميليشيا فقط على توصيل الشحنات إلى الحدود، ليتكفل تجار ومهربون بإدخالها للداخل السوري، ويتم التنسيق عن طريق “حسين العلي” وأبناءه، حيث يطلب التاجر شحنة أرز على سبيل المثال، فيتواصل مع القيادي بميليشيا “حزب الله” المدعو “أبو راما” ويطلب منه تجهيزها، وبدوره ينسق “أبو راما” مع “حسين العلي” لإدخالها إلى البوكمال ليقوم التاجر باستلامها من “حسين العلي” ونقلها إلى المحافظات السورية.
يشار إلى أنّ حركة دخول وخروج الشاحنات بشكل رسميّ تتم عن طريق ببوابة القائم الحدودية، وفرضت الإدارة مبلغ 50 دولاراً على كل شاحنة، وأعادت إدارة العمليات العسكرية تفعيل ساحة “الأسطورة” السابقة التي كانت تتبع للفرقة الرابعة، وأعادة نفس المخلصين الجمركين أمثال “أحمد الرافع” الذي كان من المتعاونين مع الميليشيات الإيرانية.