حسن قاسم
استمراراً لتغلغلها في سوريا، نشرت مجموعة من القراصنة الإيرانيين، قبل أيام، وثائق حكومية قالت إنها “برامج إيران لاستغلال الفرص الاقتصادية في سوريا” وذلك عبر التغلغل في البنى التحتية الاقتصادية للبلد الغارق في الحرب منذ سنوات.
وبحسب الوثائق، التي أرسلتها مجموعة القراصنة الإيرانية المعروفة بـ “تبندغان” لموقع إذاعة زمانة المعارضة، الأسبوع الماضي أظهرت أن إيران عملت خلال الأعوام الماضية على استغلال الإمكانيات الاقتصادية والتجارية في سوريا، خاصة فيما يتعلق بالمصادر الطبيعية، والبنى التحتية.
وكشفت الوثيقة، بحسب تقرير إذاعة زمانة، أن إيران عملت على الحضور في مشاريع اقتصادية خاصة بميناء طرطوس السوري بنسبة 20 بالمئة.
كما تحدثت الوثيقة عن سعي إيران للاستحواذ على أراضٍ زراعية، وحقول نفطية، ومشغلات إحدى شبكات المحمول في سوريا.
ولم تكتفِ إيران بالتغلل عسكرياً واقتصادياً في سوريا، حيث أصبحت تسيطر بشكل كبير على لجان المصالحة الوطنية، حيث تواجه مليشيا الفوج 47 (التابعة للحرس الثوري الإيراني) العاملة في الريف الشرقي من محافظة ديرالزور شرق سوريا، حالة من عدم الاستقرار وتحديات عدة، تجلى أبرزها مؤخراً، بالانشقاقات الجماعية والفردية للعناصر، وهروبهم إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق نهر الفرات.
وتعتبر دير الزور عقدة الوصل على مسار (طهران، بغداد، دمشق، بيروت) وتقوم الميليشيات الإيرانية المسيطرة على معبر البوكمال الذي يقابله معبر القائم من الجانب العراقي، بتمرير شحنات الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا، وتسهل الميليشيات الإيرانية عمليات نقل الأسلحة القادمة من طهران نحو دمشق، وصولاً للبنان، حيث حليف طهران حزب الله. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية لأكثر من مرة مقار ومواقع الميليشيات الإيرانية، في دير الزور، وأيضاً على الحدود اللبنانية السورية.
وأفادت وسائل الإعلام، أن مدينة “البوكمال” تشهد توتراً كبيراً وذلك لإصرار النظام وروسيا على إجراء التسويات في المعقل الأهم والأكبر للحرس الثوري الإيراني (مدينة البوكمال)، وذلك رغم أن الحاج “سجاد” نائب القائد العسكري لميليشيات الحرس الثوري في البوكمال قد اجتمع مع العناصر السوريين المنتسبين للميليشيات الإيرانية منذ انطلاق التسويات في مدينة دير الزور وحرضهم على عدم إجراء التسوية، وسط وعود بزيادة رواتبهم، وامتيازاتهم وذلك خلال اجتماع تم في 29 من الشهر الماضي في مقرات خاصة بالميليشيات في حي “الجتف” بمدينة البوكمال.ولم تكتفِ إيران بذلك بل أدخلت نحو 100 عنصر تابعين لميليشيا “النجباء” العراقية الأحد الماضي، من “معبر السكك” الذي يسيطر عليه الحشد الشعبي، بالإضافة إلى إدخالها عدداً من الآليات المحملة بالذخيرة، وذلك تحسباً من توقيع العناصر المحليين للتسوية، وحدوث ثغرة في صفوف الميليشيات الإيرانية في معقلهم الأهم.
ويعد اللواء 47 أحد أهم الفصائل العسكرية التابعة لإيران في دير الزور ومعظم عناصره من شبّان المنطقة أجبرتهم الظروف على الالتحاق بتلك الميليشيات، هرباً من الخدمة الإلزامية والاحتياطية في الجيش السوري، إضافة إلى الظروف الاقتصادية.
ويرى متابعون أنّ نظام الأسد مستاء من الإيرانيين وأنشطتهم العسكرية في سوريا، لأنها تسبب له ضرراً اقتصادياً بشكل كبير، حيث يشير الخبراء إلى أن الأسد أقصى حديثاً قائدَ فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني مصطفى جواد غفاري. كما يسبب التواجد الإيراني في سوريا إلى ضربات إسرائيلية على مناطق حيوية في سوريا كان أخرها الغارة الإسرائيلية على ميناء اللاذقية.