آخر الأخبار

كيف استغل “الثوري الإيراني” و”نظام الأسد” انتفاضة العشائر في دير الزور؟

نهر ميديا

شهدت مناطق سيطرة قسد والتحالف الدولي من دير الزور، في الفترة القريبة الماضية، تصعيداً عسكرياً ومدنيّاً بين مجموعات من أهالي القرى والبلدات وبين قسد في مختلف الأرياف الشرقي، الغربي والشمالي، أطلق عليها انتفاضة العشائر، وكانت شرارة انطلاقها اعتقال قسد لعدد من قادة مجلس دير الزور العسكري في الحسكة، بعد مكيدة حاكتها ونفذتها بإتقان.

في حقيقة الأمر، أنّ اعتقال قادة المجلس كان شرارة انتفاضة العشائر ضد قسد، لكنه في الحقيقة ليس انتصار لشخوص القادة ذاتهم، أو لمجلس دير الزور العسكري كجسم عسكري، فالكثير من الذين خرجوا ضد قسد في هذا الحراك كانت تجمعهم عداوة لأمر ما مع قادة مجلس دير الزور العسكري الذين يتمتعون بسجل ليس محمود لدى أبناء دير الزور، إنما الاعتقال كان بمثابة رسالة لأبناء دير الزور بتسلط قادة قسد الكرد على دير الزور، وهو الأمر المرفوض جملة وتفصيلاً لدى أبناء المنطقة، علاوة على الانتهاكات التي ارتكبتها قسد لاحقاً بحق أبناء تلك القرى والبلدات والمدن المنتفضة، دون التفريق بين مدنيّ ومسلّح طفل أو شيخ، بل وحتى المصلين الخارجين من المساجد طالهم رصاص قسد.

تسارعت الأحداث بشكل كبير، وأخذت منحى الصدام العسكري بين قسد ومجموعات من مجلس دير الزور العسكري، لتتحول بوقت قصير جداً إلى صدام بين قسد مع مدنيين من أبناء دير الزور حملوا السلاح ضدها سموا فيما بعد ب”مقاتلي العشائر” وهنا غاب شيء اسمه دير الزور العسكري وأصبح الحراك باسم أبناء العشائر. اندلعت معارك كبيرة وصغيرة لمدة أيام كانت حديث سوريا والبلدان المجاورة وحتى على المستوى الدولي، ليبدأ نظام الأسد والميليشيات الإيرانية بمحاولات استغلال هذا الحراك بجميع الطرق المتاحة.

مساعي “الثوري الإيراني” و”نظام الأسد” لاستغلال انتفاضة العشائر

سعى نظام الأسد منذ اليوم الأول لانطلاقة “انتفاضة العشائر” لاستغلالها خير استغلال، في محاولة منه لكسب أبناء العشائر المنتفضين، واختلاس موضع قدم له في المنطقة الدسمة اقتصادياً والتي حرم منها منذ أكثر من أحد عشر عاماً، وهي الخزان الاقتصادي شرق سوريا، بوجود حقل العمر النفطي ومعمل غاز كونيكو وعشرات الآبار النفطية.

حرك نظام الأسد وميليشيا الحرس الثوري الإيراني رجالهم من وجهاء العشائر للتواصل مع أقرانهم شرق الفرات لمد يد العون لهم تحت المظلة العشائرية ظاهرياً، أما الواقع فهي أيادي نظام الأسد وإيران، وهو ما نجح به في بعض القرى والبلدات، حيث وصلت مجموعات مقاتلة من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، ميليشيا الدفاع الوطني، ميليشيا أسود الشرقية التابعة للأمن العسكري، ومجموعات أخرى، بقيادة وجهاء عشائريين موالين لنظام الأسد إلى بلدات شرق الفرات التي تشهد معارك بين مقاتلي العشائر وقسد. نسقت تلك المجموعات نشاطها وتواجدها في مناطق سيطرة قسد شرق الفرات ضمن حركة أطلقت على نفسها (حركة أبناء الجزيرة والفرات) تشكل كيان (حركة أبناء الجزيرة والفرات) تزامناً مع انطلاق انتفاضة العشائر بتاريخ 1-9-2023، يقود هذا الكيان “هاشم المسعود السطام” الملقب الحاج أبو بسام والمنحدر من بلدة ذيبان شرقي دير الزور، ويعتبر أحد الوجهاء العشائريين الموالين لنظام الأسد وقائد ميليشيا “أسود العكيدات” الممولة من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وخلال انتفاضة العشائر، عبر “السطام” إلى بلدة ذيبان مع مجموعة من العناصر المحليين من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، يضم هذا الكيان عدة مجموعات جميعها تتبع للحركة التي يدعمها “هاشم المسعود” بتمويل من ميليشيا الحرس الثوري، وتقسم إلى مجموعات كل مجموعة لها قائد ميداني منها مجموعة تسمى “جرناس” ومجموعة “أبو زيد طيانة” وهناك مجموعة من مقاتلي ميليشيا “أسود الشرقية”.

هاشم السطام الملقب بـ”الحاج أبو بسّام”، أثناء عبوره مع مجموعته نحو بلدة ذيبان شرقي الفرات…

وحصلت نهر ميديا على معلومات مؤكدة تفيد بأنّ المقاتلين في صفوف “الحركة” يتقاضون رواتب مالية تتراوح بين مليون ومليون ونصف ليرة سورية، بتمويل مباشر من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، تحت إشراف “الحاج حسين” المسؤول العسكري للحرس الثوري في القطاع الشرقي من مدينة دير الزور وصولاً إلى مدينة العشارة، كما يشرف عليهم الحاج “رسول” مسؤول المراكز الثقافية الإيرانية في المنطقة الشرقية، إضافة إلى إشراف ضباط من فرع أمن الدولة على تنسيق عمل الحركة.

أبرز مجموعات الحركة وتعدادها

1- مجموعة “صقور الفرات”: تعداد عناصرها بين 150 و 200 مقاتلاً، المسؤول عنهم يدعى “غديف هليل الحمود” وينحدر من بلدة ذيبان وكان يقود مجموعة تابعة للأمن العسكري بدير الزور.

2- مجموعة “جرناس” تعداد عناصرها بين 100 و130 عنصراً، المسؤول عنهم يدعى “عبد العلي” ويلقب “أبو مرام”.

3- مجموعة “أبو زيد طيانة”: وتعداد عناصرها بين 70 و100 مقاتلاً.

4- مجموعة “أبو روان الشويطي” وتعداد عناصرها بين 100 و150 عنصراً.

5- مجموعة “مروان الفاضل” ويلقب “أبو فاضل الشعيطي” وتعداد عناصرها بين 120 و150 مقاتلاً جلهم من عناصر ميليشيا “أسود الشرقية” إضافة إلى مجموعات أخرى لم نحصل على تعدادها وأسماء قادتها.

وبحسب مصادر خاصة لنهر ميديا فإنّ ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بدأت بإقامة دورات تدريبية عسكرية لمقاتلين بهدف إرسالهم للقتال ضد قسد “شرق الفرات”، وأكدت أنّ الدورات يشرف عليها مدربون من الميليشيات الإيرانية، وتضم أشخاص فروا من مناطق قسد إلى مناطق سيطرة النظام بدير الزور، موخراً، بعد انتفاضة العشائر ضد قسد واستعادة قسد السيطرة على المنطقة.

وكشفت المصادر أن الدورة تتم إقامتها في معسكر الطلائع بمدينة دير الزور، لمجموعات تضم كل مجموعة قرابة 50 مقاتلاً.

رفع علم “نظام الأسد” من قبل خلايا الحركة المنتشرة في مناطق شرق الفرات…

النشاط غير العسكري لـ(حركة أبناء الجزيرة والفرات)

أخذت حركة أبناء الجزيرة والفرات على عاتقها تنفيذ أجندة نظام الأسد والميليشيات الإيرانية بكافة القطاعات، فكلّفت شخصيات عشائرية بمهام عسكرية كـ “السطام” والأشخاص الآنف ذكرهم، وشخصيات عشائرية لاستقطاب أبناء مناطق دير الزور الواقعة تحت سيطرة قسد “شرق الفرات” تحت شعارات رنانة من قبيل “العودة إلى الدولة السورية”، وكان لنواف البشير الدور الأكبر في هذه المهمة والذي عقد مجموعة لقاءات واجتماعات عشائرية في القرى السبع “شرق الفرات” الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، لاستنفار جهود وجهاء المنطقة بدعوة أبناء دير الزور في مناطق قسد لإجراء تسويات مع النظام مانحين تطمينات ووعود لهم بالأمان، ففتح النظام على إثرها مقرات تسوية ومصالحة في مدينة الميادين بالتزامن مع انتفاضة العشائر لتسوية أوضاع الفارين من مناطق قسد وتقييدهم ضمن قوائم المصالحين لنظام الأسد.

وكثفت الحركة عبر قادتها نشاطها في الدعوة إلى المصالحة عبر إرسال فيديوهات ومنشورات ومطبوعات فيها رايات النظام وجمل تدعو إلى العودة إلى كنف نظام الأسد.

شيخ قبيلة البقارة نواف راغب البشير الموالي لإيران في لقاء أجراه المكتب الإعلامي لحركة الجزيرة والفرات…

الشريحة الأكبر من أبناء دير الزور في مناطق سيطرة قسد “شرق الفرات” ترفض بشكل قطعيّ غير قابل حتى للنقاش وجود نظام الأسد وأذرعه في المنطقة لأي سبب كان، حتى وإن كان استبداد وظلم قسد، فهي تعي تماماً أنّ ذلك النظام هو عرّاب الإجرام والظلم والدموية، بينما تقدم شريحة، وهي ضئيلة جداً، مصالحها وميولها العشائرية على المبادئ الثورية، متخذة من مبدأ “عدوّ عدوّي صديقي” منطلقاً لها في تعاطيها مع تسلل نظام الأسد إلى شرق الفرات واستغلال الأحداث الأخيرة.

بإمكانك البحث أيضاً عن،

انشقاقات وتهديدات في صفوف الميليشيات العشائرية التابعة للنظام بدير الزور

نهر ميديا – دير الزور عادةً ما تأكل المجموعات المسلحة (التابعة وغير المنضبطة) بعضها، وتكثر …