آخر الأخبار

نقل النفط من مناطق قسد إلى مناطق الأسد آليات النقل والطريق والمسؤولين عنه

نهر ميديا-شرق سوريا

رغم تفرد الإدارة الذاتية بالسيطرة على مناطق شمال شرق سوريا، وخاصة مواضع حقول وآبار النفط في دير الزور والحسكة والرقة، إلا أنّ نظام الأسد لم يحرم من النفط المنتج من هذه الحقول والآبار، فعقدت اتفاقات عدة بينه وبين مسؤولي الإدارة الذاتية للظفر بالنفط المنتج عن طريق شراءه بوساطة من تجار وشركات تابعة له.
بات من المعروف للقاصي والداني مسؤولية شركة “القاطرجي” عن نقل شحن النفط الخام من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية وقسد شمال وشرق سوريا إلى مناطق سيطرة نظام الأسد عبر أساطيل شحن تملكها بالفعل، وعن طريق وسطاء محليين وتجار، لكن ما الكميات التي تنقلها القاطرجي وما هي الآلية المتبعة لنقلها، ذلك ما سنلط عليه الضوء في هذه المادة التي استندنا في معلوماتها على شهادات بعض الوسطاء والعاملين في مجال النفط في دير الزور والحسكة والرقة.
تنقل شركة “القاطرجي” كميات النفط المخصصة من مناطق سيطرة قسد لمناطق سيطرة الأسد، بموجب عقد واتفاق مبرم مع الإدارة الذاتية، غالبية النفط يُنتج من حقول رميلان والشدادي بريف الحسكة وبنسبة أقل هناك نفط يأتي من دير الزور، تشتري شركة “القاطرجي” كميات من النفط من مهربين وينقل نحو مصفاة حمص، ويُعتبر “مدلول العزيز” في دير الزور ذراعا للقاطرجي ومسرولاً عن شراء النفط، والمدعو “أبو دَلو” في الحسكة.
يتم نقل النفط من حقول وآبار رميلان عبر صهاريج سعتها من 170 حتى 210 برميل، ومن الشدادي ودير الزور فهناك صهاريج سعتها 100 برميل مخصصة لنقل النفط، تنقل الصهاريج التي تستخدمها القاطرجي إلى نوعين، أوربية (يتم فرض رسوم جمركية عليها من قبل الإدارة الذاتية)، وحكومية تابعة لحكومة نظام الأسد (معفية من الرسوم الجمركية بحكم الاتفاقات المبرمة) ويحق للاثنين التحرك بحرية بكلتا المنطقتين.
تتم تعبئة النفط من ثلاث أماكن في محافظتي الحسكة ودير الزور وهي كالتالي:
من الحسكة تتم عملية تعبئة النفط من حقول رميلان والشدادي (قبيبة وجبسة وتشرين).
من دير الزور يتم نقل النفط من ساحات تعبئة تختص بتجميع الصهاريج وتعبئتها بالنفط والمازوت المهرب من مناطق سيطرة قسد والذي يجلبه مهربون ويبيعونه لوكلاء القاطرجي وبدرجة أقل حمشو.
تؤخذ مهام نقل النفط من مكاتب شركة القاطرجي الموجودة في مدينتي الطبقة أو الحسكة وفي منطقة الزوري قرب القامشلي، ثم تتوجه الصهاريج نحو حقل النفط الذي يتم فرزها إليه، إما رميلان أو الشدادي، تتوجه الصهاريج للتعبئة ثم التوجه مباشرة مع قوة ترفيق من قوات الأسايش مختصة بمرافقة الصهاريج، نحو الطبقة وتخضع قبل عبور سد الفرات للتدقيق وحساب الوزن، ثم تتابع نحو ريف الطبقة حيث يتم ختم ورقة المهمة والتوجه نحو منطقة فاصلة بين مناطق سيطرة قسد والأسد في الطبقة، يتم تفتيش الصهاريج من قبل حاجز الفرقة الرابعة ثم تواصل مع قوات ترفيق تابعة لميليشيا القاطرجي وصولاً لمفرق الرصافة ثم لساحة آثريا ثم لساحة في مدينة سلمية بريف حماة، ثم إلى نقطة مشيرفة ومنها إلى مصفاة حمص للتفريغ والتسليم.
لايمكن حصر الكميات المنقولة من النفط والأسعار، كونها متذبذبة وغير مستقرة، ويمكن أن يكون كل يوم هناك سعر جديد وكمية جديدة للنفط تنقل خلاله، لكن كمعدل وسطي تتراوح أسعار النفط الخام مابين 30 و50 دولاراً للبرميل، حسب الجودة والحقل والنوعية، لكن بالغالب تبيع الإدارة الذاتية نفطاً مكرراً للنظام، وتختلف مرات التكرير فمرتفع الجودة هو المكرر مرة واحدة والمسمى ب”الحار” والذي يتم جلبه من رميلان أو تشرين بالشدادي، ومتعدد مرات التكرير والذي يأتي بجودة منخفضة، كالذي يأتي من حقول (صيجان، الحريجي والثعبان) بدير الزور وبنسبة أقل من حقلي التنك والملح، تعتبر الكميات المنقولة للنفط إلى مناطق سيطرة نظام الأسد متفاوتة حسب الطلب والجاهزية لكن كمعدل يومي هي أحيانا تصل لـ 120 صهريج يومياً من حقول الحسكة ودير الزور مجتمعة، ومرات تنخفض لـ30 و25 يومياً.
تتكفل وحدات خاصة تابعة لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” بترفيق صهاريج النفط التابعة للقاطرجي في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، مهمتها ترفيق الصهاريج وحمايتها، وتدفع رواتبهم القاطرجي، مهمتهم مرافقة الصهاريج حتى المنطقة (صفر )، بعدها تبدأ ميليشيا القاطرجي المسلحة مهمة الترفيق نحو حمص، وفي مناطق سيطرة النظام بدير الزور تتكفل ميليشيا القاطرجي بحماية حقول النفط وساحات النفط التابعة للقاطرجي في الزباري وبقرص والبوليل شرق دير الزور وتشرف على مرافقة الصهاريج من دير الزور لتدمر لحمص ويقودها “مدلول العزيز”.
تقع على كاهل سائقي الصهاريج الرسوم والإتاوات المفروضة على الصهاريج، فمن يود العمل مع القاطرجي يضطر لدفع مليوني ليرة سورية لمكاتبها في الطبقة أو الحسكة، للحصول على (كارت القاطرجي) الذي يخوله تحميل النفط والسير في مناطق الإدارة الذاتية،ثم يدفع مبلغاً كتأمين لكل رحلة نقل للنفط، وفي مناطق قسد يترتب عليه دفع مبالغ كضرائب مرورية.
وفي مناطق سيطرة النظام تكون الرسوم أغلبها آتاوات ورشاوى تقدم لعناصر حواجز النظام، حيث يترتب على السائق دفع مبالغ لعناصر حواجز المنطقة في الطبقة، ولحاجز الأمن العسكري في السلمية.

بإمكانك البحث أيضاً عن،

انشقاقات وتهديدات في صفوف الميليشيات العشائرية التابعة للنظام بدير الزور

نهر ميديا – دير الزور عادةً ما تأكل المجموعات المسلحة (التابعة وغير المنضبطة) بعضها، وتكثر …